يا بنَ القِطاع ِ اصْعَدْ عَلى الأَلَم ِ المُمِضِّ * وَمِنْهُ شُقَّ إلى السَّنَى مِعْراجَا
وَأذِقْ بَنِيْ صَهيونَ كَأسَاً مُرَّةً * كانَ الهَوَانُ لِمَا حَوَتْهُ مِزاجَا
ظنُّوكَ عَذباً سَائِغاً فَإذا بِهِمْ * يَتَجَرَّعُونَ عَلى يَدَيْكَ أُجَاجَا
لا لَنْ تَذِلَّ وَلَنْ تَهُونَ وَإنْ هُمُ * حَطَمُوا العِظامَ وَقَطَّعُوا الأوْدَاجَا
ليْسَ ابْنُ آوَى بالقَوِيِّ وَإنَّمَا * يَقْوَى إذا كَانَ الخُصُومُ دَجاجَا
والذِّئْبُ لمْ يَظفَرْ بِنَيْل ِ مُرَادِهِ * لوْ لمْ يُصَادِفْ فِي اللقاءِ نِعَاجَا
والخَصْمُ لا يُثْنيهِ عَنك تلطُّفٌ * إنْ لمْ تَرُدَّ عَليْهِ زَادَ لَجَاجَا
ليْسَتْ دُوَيْلَتُهُمْ سِوَى أكْذوبَة ٍ * نُسِجَتْ وَكَانَ خَيالُنَا النسَّاجَا
هِيَ كالزُّجَاج ِ فلَوْ نَظَرْتَ مُحَدِّقاً * لَكَسَرْتَ مِنْهَا بِالعُيُون ِ زُجَاجَا
لوْ رُحْتَ تَكْشِفُ عَنْ حَقيقَةِ أمْرِهَا * لَوَجَدْتَ مِسْخَاً شَائِهَاً وَخَدَاجَا
أضْغَاثُ أحْلام ٍ وَوَهْمٌ زَائِفٌ * لنْ يُنْتِجَا غَيْرَ السَّرَابِ نَتَاجَا
لَفَظَتْهُمُ الدُّنْيا فجَاءُوا فِي الدُّجَى * مِثْلَ اللصُوص ِ لأرْضِنَا أفْوَاجَا
لاعَهْدَ عِنْدَهُمُ وَمَا مِنْ مَوْثِق ٍ * مِنْ كُلِّ أرْض ٍ أُخْرِجُوا إِخْرِاجَا
وَسَيَرْحَلُونَ كَمَا أتَوْا فَبِلادُنَا * تَأبَى الغُزاةَ وَتَطْرُدُ الأعْلاجَا
هذا هُوَ التَّاريخُ فاقْرَأْ سِفْرَهُ * وَعَليْهِ قِسْ وَاسْتَنْتِج ِ اسْتِنْتَاجَا
لا ظالمٌ يَنْجُو فمَا مِنْ ظالِم ٍ * إلا وَأوْسَعَهُ الزَّمَانُ مُجَاجَا
تَأبَى نَجَاسَتَكُمْ طَهَارَةُ أرْضِنَا * لا عَابرينَ بِهَا وَلا حُجَّاجَا
أمْثالُ ( مُنْتَظَر ٍ) كَثيرٌ عِنْدَنَا * حَمَلُوا النِّعَالَ لِمِثْلِكُمْ أزْوَاجَا
قُلْ لِلَّذيْ يَبْنِيْ عَلى رَمْل ٍ مَتَى * حَمَلَتْ رِمَالٌ قَبْلَكَ الأبْرَاجَا
يَا أيُّهَا الشُّهَداءُ طُوبَى لِلَّذيْ * رَفَعَ اسْمَهُ فَوْقَ الخُلُودِ سِرَاجَا
هذا الدَّمُ الجَاريْ شُعَاعٌ سَاطِعٌ * نَسْريْ عَليْهِ وَنُبْصِرُ المِنْهَاجَا
**********
تسلمي يا دووووووووووودي
علي القصيدة الرائعة
ربي ما يحرمنا منك
ومن تواجدك الدائم معانا