(هذيان في قارورة الكتمان)
أجس خافق قلبه.. بأنامل روحي
فتتبلل مساماتها شبقا
وأسكبني نسمة تنبعث بين زفراته خلسة
تتدثر هناك ردحا من الجنون.. لترتقي فوهة الغرق في خلجان أضلعه
ثمة انتعاش يتسللني من خلف جدران الخيال..
يدغدغني الحنين تارة فتبتسم عاطفتي للهواجس
وتغرد الشوق بأسمى ألحانه..
سأهذي الليلة..
لأني مصابة بحمى شوق وارف
مكتظ بالوله واللهفة والأنين
حرارتي مرتفعة..
أعاني من ارتفاع في نسبة الرغبات نحوه
رغبة روح.. بتنهدات باتت محبوسة خلف قضبان الرئة
ورغبة جسد انصهرت بنار اليأس
حتى تطايرت مع أبخرة الآهات..
أعتنق سماء الذكريات..
أعوم في لج غيومها الباهتة
تداهمني سحابة شوق.. تخفي إشراقة الفرح في داخلي
ألهث بجناح مكسور اعتاد البحث عن مشاعر عتيقة
أحوم حول خرائط الــــروح..
أستجدي نهلة من سراب حضور.. في لحظة توق عارمة
ألتمس من أشواقي رأفة
وأطوي عبرات شطرتها قذائف الوحدة
لأعود من حيث أتيت..
يا أنت.. ما أنت..؟
أغرقتني بغيبوبة حب حسبتها ملجأ للتحرر
ولم أعي يوما أنني أغوص في أعماق قفص صدرك
غيبوبة اعتادت على المكوث هناك
بين حنايا دفئك..
وأدمنت ارتشاف شمبانيا نبضك
مما زادني قوة أن أختلس من رئتيك بضع لهب..
تراني أحبك..؟
لا أعلم
ما أدركه الآن أنني أشرعت نوافذ القلب
لاحتواء نبضك
أيها العالق في أغصان أوردتي..
أتعلم أي واقع غادرت
لأتخذ من أصابعك آلة عزف
مشكلتي أنني مهرقة بماء غيابك الغزير
تتقاذفني أمواج الإنتظار.. وأحبس شهقاتي المخنوقة
في قارورة كتماني..
هطولك يمنحني السكينة
يشفي غليل أنوثتي
يستنطق أحداقي .. ببوح ملون بزرقة البحر
كم تهوى أصابعي التزلج فوق مساحات كتفيك الشاسعة
كم يشتاق عطشي.. لرشفة من عَرق صدرك
أتوه فيها ارتواء
أتعلم أن لظمئي تضاريس قاحلة
جفافها يأبى الرواء.. إلا من سيولك
ليكتسب اخضرارا بهيا
إقتطفتك من باقة النبلاء حبيبا..
وحدك.. لا شريك لك بقلبي
أغرقت أراضيك بشلالات دموعي ولم تزهر
أتوصد نافذة الحلم..؟
وأنت تعلم أن روحي منذورة لعينيك
للمرة الأولى ترتعش حواسي في حضرة صمتك
وتنتفض روحي.. حين تدرك أن لا وجه في الوجود يشبه وجهك
أأتوب منك..؟
لا وخالق الحب.. لن أتوب
و لن أكتفي برسم ظلالك على ضحكات مساءاتي الهاربة
فأجزائي تشتهي تفاصيلك.. وعيني تتهجى رسمك
ومشاعري لا يحتملها الحرف ببعدك..