قلّمت ذاكرتي وجئتك ناعما
وتركت نصفي خلف بابك جاثما
نصفا تبعثره الرياح غواية
ويلمّه شبق القصيدة عارما
من ألف نزف .. لم أنم ولربما
حضنتك أجفاني فأبدو نائما
صيف من الخدر الشهيّ معتّق
يغفو على أرقي .. ويصحو غائما
ينمو غراب الليل فوق أريكتي
فأبثّه عند الصباح .. حمائما
تتبرج الأحلام فوق وسادتي
وتموت بكرا حيث أصبح آثما
من أيّ جرح سوف أدخل غربتي ؟
لأزفّ وجها للمنافي باسما
أنا كلّما كفّنت جرحا باكيا
إلا انكببت على وليد لاثما
لو أنّ عمري بالجراح أعدّه
آخيت من بدء التناسل آدما
أحتاج لامرأة بسطوة ذئبة
لتثير فيّ من الجنون مناجما
أحتاج لامرأة برقة وردة
تحتلني مثل الربيع .. مواسما
أحتاج لامرأة .. كدمعة ناسك
لتشدّني فوق القباب .. عمائما
رطّبت آهاتي ببرد قصائدي
حتى همت فوق الجراح .. غمائما
يا أنت : من فوق الجراح .. تقدّمي
فالفجر يبدو دون وجهك قاتما
ما عاد يغريني الشفاء ففهرسي
وجعي .. لعلي أستحيل .. معاجما
شدّي يديك على الجراح ضمادة
لأخوض شوطا في القصيدة حاسما
مدّي أصابعك الشهيّة مدرجا
لا زلت في جوّ القصيدة .. هائما
وحدي أنا والليل يعرض نجمه
يا حيرتي .. إذ أنتقي لك خاتما
يتقاطر النسّاك صوب تكيتي
لأبثّهم في مقلتيك .. تمائما
في الجبّ ... ثمّة شاعر ونقيضه
يتوالدان من الظلام ... توائما
في الجبّ ... ثمّة شاعر وقصيدة
وبنو أب .. نسجوا صباك .. مآتما
لله درّك غيمة هطلت على
ظمأ القصيدة .. لم أزل بك حالما
في ربوة الأحلام .. بذرة شاعر
تنمو على شفة الضياء .. براعما
وعلى شفير الجبّ .. آخر شهقة
نسلت بها رحم الحياة .. عوالما