القول الجميل : من رواية «والهمس لا يتوقف أبدا»

القول الجميل : من رواية «والهمس لا يتوقف أبدا»

بدأ الخريف يعلن عن نفسه على عجل في هذه السنة، فخطوات هذا العام كانت تتسابق مع ظلها، ولم اعتد مثل هذا الجري السريع المحموم للطبيعة والفصول والأحداث العامة والخاصة، كالذي عايشته هذا العام، فالربيع كان صيفاً متسارعاً، والصيف حالة دخيلة بححرّه وسرعة نضج ثماره.. النضج! لا، لم يكن نضجاً، بل اعلان نضج من الخارج ويباس في الداخل.
***
لم أع، ومن شدة تسارع الأحداث، شيئاً مما يجري، وكل ما أذكره، هو ذلك الجهد اليومي في ابتداع الممكن من الصمود امام كوارث قدرية، واخرى اجتماعية ومادية وبالطبع ايضا سياسية. الأهم كان هو اصرار على البقاء، وسط عاصفة هوجاء شرسة، كادت أن تقتلع جذور الايمان في البقاء على قيد الحياة.
ومع كل المتحرك حولي، والاعلان عنه كالحرب وهذا الاقحام القسري في ايقاع الطبيعة، بدوت الأكثر هدوءا، بالرغم من تهافت الممكن من الاسئلة في داخلي. اسئلة تعدت الحرب والافراد، وانسلت بتأن وصلابة الى محراب الاسئلة العصية. جابهت الاسئلة بأسئلة اكثر عقما، اسئلة عن كيفية الصمود امام خروج عصارة الامل والاحلام من قلب الإنسان؟ وكيف له ان يتفاءل عندما تأخذ الحياة من حوله، وفي داخله، شكلا موحشا، ويصبح هو مكانا قفرا، كأن جيوش الظلام كلها اتحدت لتدمير مساحة الحياة في قلبه؟ ومن اين للروح ان تعيد بناء طاقتها، او جزءا من طاقتها، لتجابه صباحا جديدا ودورة حياة قادمة؟.
*****
روائية تحمل شهادة الدكتوراة في الادب المقارن من جامعة هامبورغ بالمانيا ,تم تكريمها بجائزة «غوتة الذهبية «لتميز ترجماتها واسهاماتها الفكرية والثقافية والاجتماعية ,وقال د.ديتر كلايد مدير معهد غوتة في عمان في حفل تكريمها بانها انجزت الكثير في المانيا وفي عمان.
وتقول ليلى بانها احبت غوتة وتعلّمت منه الكثير حول اللغة العربية فقد سبق عصره دون تحيزات عنصرية تجاه شعوبنا أو ثقافتنا» تتماهى حياة ليلى مع حياة كسندرا بطلة روايتها «والهمس لا يتوقف ابدا» في عدة محاور ومنها محنة المعرفة واشكالياتها , والعيش خارج الوطن والاغتراب ,أو «التيه» كما تسميه حيث هو «حكر دائم علينا نحن ممن تجرأ على غواية مغامرة الحي فينا.

اسعدنى تواجدك يا نعمه النسيان فى صفحتى
تقبلى احترامى