الى نساء العالم
لا تسألوا الحرية أيها النساء
أنتم أحرار إذا ما شئتم
ما كنتم أبدا عبيدا
إلا لو الهوى شاء!
كفوا عن لعب دور الضحية
كفوا عن الشكوى بأسلوب البكاء!
ما الشكوى إلا نصف هراء
و الباقى إدعاء..
ما نالكم فى تاريخ الشرق سوء
بل طالما نال الشرق من كيد النساء!
كيد قد شهدت عليه السماء..
أرجوكم لا تسألوا حكم المساواة
و إذا الحكم بطابور العيش جاء..
عدتم الى الشرق القديم
تسائلون الشرق احتماء
عدتم الى عصر الجوارى
و لعنتم العصر الجديد الذى جاء
قلتم:ما لنا بالبيع و الشراء!
و الشمس حارقة و الجو بلاء!
أدرى نحن بزينة الشعر و الحناء!
أرجوكم...إذا ما جن المساء
حل الخوف مكان الثورة
و الفطرة الأنثى مكان الذكاء
لا تحتموا إذا بأحضاننا
من برد الشتاء
بل اقسموا معنا الغطاء
و استيقظوا بصباح
من نوم الهناء
لشوارع بزحام القبور
وتشبثوا بأتوبيسات المحطات العرجاء
و تقبلوا نغز الأيادى بجنوبكم
و روائح العرق بأنفوكم
لتحسون بأنكم معنا سواء!
لا تسألوا الحرية أيها النساء
أقدارنا العربية رجالا و نساء
محصورة فى ابتلاء..
طغيان قد استشرى
و فساد قد استشرى
ما بين حكم قد مضى
وجديد قد جاء
لا تجديد فى شىء
غير الدماء..!
أو غير شكل للبلاء
دعنا إذا من الهراء..
و مناقشات كقتال طواحين الهواء
فنضيع الأوقات هباء
لما ننال الحرية ...
الأم
تلك التى دربها
درب الدماء
سنداوى جرح المشوار
فى أحضانكم
و نخضب بالحرية أقدامكم
كالحناء!