كم أغار أنا من بلاد تحتويك..
من أناس تملأ أوقاتك..
من أناس تسمع ضحكاتك..
من أراض عانقت خطواتك..
من بحور استرعت نظراتك..
من نسيم لامس زفراتك..
من حركاتك من عثراتك..
من شعرك إذ لامس وجناتك..
من خدك إذ عانق خصلاتك..
كم أغار..حتى من ثوراتك..
من غضباتك..
من طلباتك..
من أنى لا أحتوى أبعادك..
من صدرك..إذ يحتوى دقاتك..
من أنى لا أملك أرضا تحتوينا وحدنا...
وعجائب تخطف أنفاسك...
كم أغار أنا من صلاتك
فوق سجادة عانقت سجداتك...
عانقت شفتاك...عيناك..
عانقت دعواتك..
كم أغار..
من ليل عانق أحلامك..
من أنى حين تضمين وسادتك..
تتمنين طلبا صعبا أو سهلا..
لا أخرج مثل الجنى أمامك...
و أقول:أمنياتك..
وأغير كل حياتك..
كم أغار أنا..
من ليل يريدك يأتى الغروب..
من صبح يريدك كى يأتى طروب..
يرسل الشمس لصباحك...
كم أغار أنا يا حياتى..
من كل ما لست فيه..
و يكون فى حياتك..
فأنا أفتقد الكلمات فى سكوتك..
و السكوت الذى بكلماتك..
الدفء الذى فى وجودك..
و البرد الذى يجمعنا..
فى الوجود الدافىء فى أحضانك..
الدعابات التى ألقيها..
كى أخطف بسماتك..
أو كيف أنى حين تبكين..
أقبل الدمعات و أمسح أحزانك..
من غيرك كيف أحيا؟
و أنا لم أحيا إلا فى خيالك؟
بل كيف أنا أكتب؟
و الكلام الحلو من قبلاتك؟
إنى أحتج على اللغة..
أترى لو لم توجد كلمات الفراق بها..
أوكان الفراق سيوجد فى كلماتك؟
من اخترع البعد المؤلم..
و كيف يا عمرى يضيع عمر فى بعادك؟
إنى أذوى...
إنى أهوى..
من عل الأحزان شهابا
إنى أحترق فى غيابك...