الموقع الإخباري الذي كنت أتابعه على مدار الساعة كانت كل عناوين أخباره مخصصة للأخ أوباما ، أوباما يصل إلى مصر ، أوباما يجتمع مع الرئيس مبارك ، أوباما يزور مسجد السلطان حسن ، تركت الأخبار زاهداً في معرفة المزيد من أخبار زيارته التعيسة إلى مصر ، وحدثت الموقع لأجد خبر عاجل:موكب أوباما يغادر مسجد السلطان حسن، ثم ذهبت لأتفقد حال الأسواق العربية التي كان عنوانها الرئيسي (زيارة أوباما لمصر : القطاع السياحي يستثمر الحدث وتجار يغلقون أبوابهم) جعلت أتجول بين صفحات الموقع الصفحة السياسية عنوانها الرئيسي (أوباما يمد يده للمسلمين من السعودية.. ويشيد بحكمة الملك عبدالله) أنتقل إلى الصفحة الأخيرة والتي كانت تحتوي على خبر تقول فيه مستشارة أوباما الإسلامية:المصريون أكثر قبولاً لقيادة أمريكا الجديدة.
انتقلت أتصفح جريدة بر مصر لأجد أنها هي الأخرى خصصت كل عناوينها الرئيسية لزيارة أوباما وبعض العناوين الفرعية أيضاً وجزء من المقالات ، تأهبت لسماع ما سيخرجه أوباما من الجعبة الأمريكية صهيونية الصنع made in abnaa sohyon وبالتالي لم أتعجب مما سرده فضيلته من أن العرب وأمريكا أمة واحدة ، وأننا السبب في تقدمهم ، ولولا المسلمون كانت أمريكا ولا حاجة ونحوه ، وهذه اللغة لا تعجبني كثيراً ، فقد بدأ كلامه بكلام كله حق أراد به باطل ، وذلك ليأهل جموع الحضور والمستعمين إلى ما سيأتي فيما بعد ، وكأني بالحضور كما يقول الأستاذ مختار نوح كالرجل الذي ضربه أحدهم مئة صفعة على وجهه وكلها على حين غفلة ، لدغ المسلمون من نفس الجحر آلاف المرات ، وقف هذا الخبيث فيهم خطيباً لعلمهم أن أمريكا لم ولن تكون عدواً للإسلام والمسلمين ، ليقول لهم إن المجتمعات الأمريكية أورثتهم الكثير ، وأن جامعة القاهرة كانت على مدار الزمن منارة للعلم ، وجامعة الأزهر التي أنتسب لها كانت رمزاً للتسامح ، وكأننا كنا لا نعرف ذلك من قبل؟! ثم يأتي ليمرر فحوى المقصود فيمر على جميع الحضور بأمان وتلتهب أيادي الحاضرين من التصفيق ويسترسل هو في أكاذيبه ، ونسترسل نحن في التصفيق.
ألصق باراك حسين أوباما جريمة 11سبتمبر بأفغانستان ومن المعلوم أنه إلى الآن لم يعرف أحد فاعلوها ، والأرجح أن اليهود هم من فعلوها كما تشير الدلائل من ذلك الوقت حتى الآن ، برغم أنني على قناعات شخصية بأن جورج دبليو بوش هو من نفذها ، ليس من أجل تحديد النسل كما يفعلون معنا وليس من أجل وجود مبرر لإبادة المسلمين فأمريكا لا تحتاج إلى مبررات ولكن حسبي أنني قلت قناعات شخصية لا يلتزم بها إلا أنا ، ثم مضى ليستعطف الحضور قائلاً : لقد قتل تنظيم القاعدة حينها ثلاثة آلاف شخص ومثلوا أزمة للشعب الأمريكي ، وبالتالي فإننا قد تأكدنا تماماً أن القاعدة هي من قامت بالإعتداء على مبنى التجارة العالمي من أين لنا بهذا التأكيد الله أعلم ، لكن مش معقول ياجدعان رئيس أمريكي ملو هدومه كدا هيكدب ، وطالما الراجل قال هما يبقوا هما ، وهذا القلم الألف والله يا أستاذ مختار وعلى حين غفلة والله ، الجريمة لا تقف هنا فحسب ، لكنه استرسل يقول : والقاعدة تباهت بهذه الجريمة وأكدوا أنهم سيواصلون القتل ضد الشعب الأمريكي ، وأنا كرئيس مهمتي حماية الشعب الأمريكي ، بالله عليكم هل سمع أحدكم رجل واحد من القاعدة تباهى أو افتخر أو أقر بأنه فعل أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟ لم يقروا بها أصلاً حتى يتباهوا بها ومرت على السامعين والعرب مرور الكرام ويقاطعه العرب مرة أخرى وتلتهب أيديهم للمرة التسعين من كثرة التصفيق.
وبعد أن يروج لحزمه مع الأفغان يكشف عن الوجه اللطيف مرة أخرى ، فيسترسل في الحديث عن الملف العراقي ناسياً وجود الراحل أبو مصعب الزرقاوي والمصري وأبوعمر البغدادي ، وكأن تنظيم القاعدة الذي يمثل خطراً في أفغانستان ليس موجوداً في العراق ويقتل الأمريكان أيضاً بأعداد أكثر مما يقتل منها التنظيم نفسه في بلاد الأفغان ، روج لنظرية الشراكة بين العراق وأمريكا بقوله : سنشارك العراق في تطوير مستقبله ولن نكون الراعي الرسمي له ، سنساعد العراقيين ، سنهتم لقضيتهم ، سنبني لهم عراقهم من باب المن ، وكأن العراقيين هم من أفسدوا العراق بأنفسهم ثم جاءت أمريكا صاحبة القلب الرهيف التي قتل المسلمين 3000آلاف من جنودهل الطيبين الذين لم يقتلوا مسلماً في حياتهم قط وأصلحوا ما أفسده المسلمين.
الأمر واضح كالعيان انسحاب القوات الأمريكية من العراق بعد أن فتتوه وحوله إلى نزاع طائفي وكتائب عرقية ، لو تركوا العراق سيقتل العراق نفسه بنفسه وستلتهب أيادي الحاضرين مرة أخرى حين خطاب الرئيس الأمريكي الجديد من جامعة الخرطوم عاصمة الثقافة العربية وهو يقول : نحن نتطلع إلى لم الشمل العراقي ، ولقد حاول أجدادنا -رحمهم الله- ومنهم الأب الراحل باراك حسين أوباما إلى لم الشمل قبل خمسة وعشرين عاماً من القاهرة ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، لقد نجحت أمريكا فعلاً في تقسيم العراق وتركت سنة وشيعة وأكراد وصفويين وعلويين وإيرانيين وكويتين وشئون داخلية وأخرى خارجية.
أما الدولة الأخرى أفغانستان فلا احترام لكينونتها لماذا؟ لأنهم لازالوا يداً واحدة في مواجهة الأمريكان ، وبالتالي فإن أقرب طريق لضربهم بسلام هو أن يجتمع عليهم كل شعوب الأرض ومن بينهم أبناء جلدتهم ؛ ليشهدوا حرب إبادة جماعية لم يسمع أحد بمثلها في التاريخ ، لماذا؟ لأنهم ما زالوا يداً واحدة ، فمن الأولى ضربهم بيد كبرى تشترك في المذبحة العظمى كل دول العالم بما فيها الدول الإسلامية.
لا مرحباً بك ياباراك نزلت بلادنا فعطلت أحوالنا ، وأهنتنا ، لوثت أسماعنا بخطابك ، وقفت مثل الأراجوز تستشهد تارة بآيات القرآن وتارة أخرى بحضارتنا التي أضفت عليكم التقدم والرقي -حسبنا الله ونعم الوكيل- وألقاكم أيها العرب عند الصفعة القادمة والله الموفق
ارجو ان تنال اعجابكم